
ترك آلاف المهاجرين دون طعام في المخيمات اليونانية

منذ بداية هذا الشهر ، لم تعد بطاقات المساعدة المالية لطالبي اللجوء صالحة في اليونان. وبدلا عنها، قررت الحكومة اليونانية توزيع وجبات غذائية على المهاجرين المقيمين في المخيمات، لكن هذه الوجبات لا تحق سوى لطالبي اللجوء، وبالتالي بقي الحاصلون على رفض لطلب لجوئهم أو حتى اللاجئون المقيمون في تلك المخيمات دون أي إعانة غذائية.
بعد أن قررت الحكومة اليونانية تولي ملف المساعدات المالية المقدمة لطالبي اللجوء، لم تعد بطاقات البدل المالي الصادرة عن مفوضية اللاجئين صالحة منذ بداية الشهر الجاري. وبالتالي بقي طالبو اللجوء في المخيمات دون أي مصدر مالي، فقررت السلطات توزيع وجبات طعام كحل بديل مؤقت.
لكن السلطات تؤكد أن وجبات الطعام مخصصة فقط لطالبي اللجوء، أي لا يحق للاجئين الذين لديهم أوراق إقامة الحصول على الطعام. كذلك الأمر بالنسبة لطالبي اللجوء المرفوضين والذين لا يزالون يعيشون في المخيمات.
60% من المهاجرين دون طعام
26 منظمة غير حكومية اتهمت السلطات اليونانية باستبعاد آلاف المهاجرين من المساعدات الغذائية في مختلف المخيمات المخصصة لاستقبال طالبي اللجوء.
ونشرت المنظمات الإنسانية أول أمس الاثنين 18 تشرين الأول/أكتوبر، تقريرا قالت فيه إنه "على الرغم من اختلاف الممارسات من منطقة إلى أخرى، إلا أن التقديرات تشير إلى أن 60% من الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات في البر الرئيسي لا يتلقون الطعام".
وتوضح المنظمات أن من بين المستبعدين من وجبات الطعام، 25% من النساء (بما في ذلك الحوامل) والأسر ذات العائل الواحد و40% من الأطفال والمرضى، و"في بعض الأماكن، لا يتم تقديم الطعام حتى لمن وضعوا في الحجر الصحي".
بدأت هذه المشكلة مع انسحاب مفوضية اللاجئين من إدارة ملف المساعدات المالية بناء على قرار السلطات اليونانية. وورد في بيان صادر عن الوكالة الأممية أنه "بعد أربع سنوات من إدارة المساعدة المالية لطالبي اللجوء، سددت المفوضية آخر دفعة لها في أيلول/سبتمبر 2021. واعتبارا من 1 تشرين الأول/أكتوبر، تتولى السلطات اليونانية برنامج المساعدة".
وفي مخيم نيا كافالا شمال اليونان حيث يعيش 1200 مهاجر، خرجت مظاهرة يوم الأربعاء 13 تشرين الأول/ أكتوبر، للتنديد بالتأخير في دفع المخصصات واستبعاد...
الكثير من المهاجرين من المساعدات الغذائية. ورفعوا لافتات كتب عليها "هل يذهب أطفالك إلى المدرسة دون أن يأكلوا؟" أو "لا تأخذ طعامنا بعيدا".
وزارة الهجرة اليونانية أكدت من جهتها أن "جميع طالبي اللجوء في المخيمات في البر الرئيسي والجزر لهم الحق في الغذاء"، وأنهم يتلقون ثلاث وجبات في اليوم. لكنها أكملت موضحة أن اللاجئين القانونيين وطالبي اللجوء المرفوضين لن يحصلوا على تلك المساعدات وعليهم "المغادرة".
الحكومة اليونانية تعتبر أن اللاجئين الحاصلين على أوراقهم يجب عليهم مغادرة المخيمات المخصصة لطالبي اللجوء، وأن طالبي اللجوء الحاصلين على قرار رفض لا يحق لهم البقاء في اليونان وعليهم ترك البلاد. لكن المنظمات الإنسانية لطالما انتقدت سياسة الحكومة المتعلقة بإدماج اللاجئين ومساعدتهم على الاستقلال بذاتهم.
إلا أن وزارة الهجرة واجهت تلك الانتقادات قائلة إن اللاجئين "لهم الحق في العمل ويمكنهم التقدم للحصول على مساعدات أخرى" بما في ذلك برنامج الاندماج الممول من الاتحاد الأوروبي.
مفوضية اللاجئين من جهتها قالت ان الوضع "مقلق"، مؤكدة على ضرورة حصول "كل شخص محتاج على الدعم لتلبية احتياجاته اليومية الأساسية، بما في ذلك الحصول على الغذاء. ونحن ندعم جهود الجميع للبحث عن طرق للتعامل مع الوضع".
وقال لاجئ عراقي في مخيم نياكافالا، "حتى بعد أن نحصل على أوراق اللجوء نحن لا نستطيع ترك المخيم. إلى أين نذهب؟ يقولون لنا إنه لدينا الحق في العمل، لكننا خلال بقائنا في المخيمات لا نتعلم اللغة اليونانية ولا نعرف كيفية الانخراط بالمجتمع. نحن نبقى في عزلة تامة خلال سنوات وأشهر. كيف سنجد عمل وسكن ونحن لا نتلق أي دعم من جانب السلطات؟".
ووفقا لآخر التقديرات، يبلغ عدد اللاجئين في اليونان حوالي 96 ألفا. لكن العديد منهم غادروا البلاد بالفعل للاستقرار في الدول الأوروبية الأكثر ثراء.
ويأسف طالبو اللجوء لتدهور وضعهم ويشكون أيضا من سوء الطعام، إذ كان يتمكن هؤلاء من الحصول على بدل مالي شهري يمكّنهم من التسوق وشراء أطعمتهم والطبخ بأنفسهم. إضافة إلى ذلك، وضعت السلطات اليونانية المهاجرين في مخيمات تحيط بها جدران وأبواب مقفلة تزيد من شعور اللاجئين بالعزلة
المجلة التركية
مقالات ذات صلة
- باحثون يكتشفون 7 عادات يومية يمكن أن تدمر الكبد
- بيان هام لوزير الصحة عقب انتهاء إجتماع المجلس العلمي لبحث تطورات أوميكرون
- قاعدة الـ 5 ساعات التي يتّبعها أشهر أثرياء العالم
- تركيا تضم طائرة إيرباص حديثة إلى أسطول خطوطها الجوي
- الاحتياط للبنك المركزي التركي 2022 ينتهي بـ 128.8مليار دولار
- أردوغان تبلغ نحو تريليون دولار احتياطاتنا من الغاز الطبيعي في البحر الاسود